تصاعد الفظاعات في المشهد الليبي.. أوقفوا حرب الخاسرين واتّقوا الله في هذا البلد ... بقلم / محمد الامين

تصاعد الفظاعات في المشهد الليبي.. أوقفوا حرب الخاسرين واتّقوا الله في هذا البلد ... بقلم / محمد الامين
لا رابح في هذه الحرب سواء طالت أم قصرت.. ولا خاسر من المشاركين والمتورطين فيها غير الشعب الليبي.. فكل الأطراف قريبها وبعيدها سوف تغادر المياه والأراضي والأجواء، وسوف تخرج من ساحات القتال وغرف العمليات وتعود إلى أراضيها بما قلّ وخفّ من الخسائر.. ولن تترك خلفها غير جثث ليبية، ودماء ليبية، وأشلاء ليبية.. لن تترك سوى الحرائق المنتشرة والبيوت المهدمة والمنشآت المدمرة.. ولن تعود إلينا إلا عند موسم الحصاد، وجني الأرباح والمكاسب، فتتربّح من إعادة البناء كما تتربح اليوم من الهدم والدمار..
هذه كلمات نسوقها للذين ما يزالون يمتلكون أسماعا وعيونا وعقولا تدرك معنى ما يجري اليوم من جرائم تجاوزت السقف المألوف، وعدّت المستوى المعتاد بأشواط ومراحل كثيرة.. نشهد اليوم تنكيلا لا يوصف بالعوائل وبالنازحين.. نشهد تعذيبا للأسرى من الجانبين وتشفّياً وانتقاما غير مسبوق، واستباحة كلية للحرمات بمناطق الاشتباك وما جاورها من تجمعات سكنية مدنية..
الليبيون اليوم يستسلمون اليوم ويا للأسف لإرادة الأجنبي ولغرائز الكراهية والحقد.. وكل يحاول معاندة نفسه ليبلغ من أذيّة خصمه وإهانته ما يشفي غليله.. هذا في ميادين الاقتتال.. أما في السياسة فلا يكاد الأمر يختلف.. السباق على أشدّه نحو الارتهان والمعسكران يتبارزان في عرض بضاعتهما لكل داعم وحليف في ظرف عزّ فيه الدعم وارتفعت أثمان عبارات المناصرة وتغريدات التأييد أضعافا مضعفة.. بضاعة الموارد والامتيازات والعقود والوعود التي يفترض أن لا أحد يمكنه التصرف بها غير أصحابها الحقيقيين، عموم أبناء الشعب المغلوب على أمره.
نخشى بالفعل أن تؤدي هذه الجولة من الحرب إلى انهيار البنيان بأسره.. ونخشى أن تتقطع الأوصال المجتمعية وتنهار الروابط بعد كل الخدوش والتفسخات التي ضربت منظومتنا القيمية..
وقف الحرب ضرورة لإنقاذ هذا البلد قبل فوات الأوان..