عولمة المنافع تعني بالضرورة عولمة الأضرار..نشر الاكتئاب والخوف يدمّر مناعة البشر.. ومن يفعل ذلك مجرم بلا خلاف.

محمد الامين يكتب :
عولمة المنافع تعني بالضرورة عولمة الأضرار..نشر الاكتئاب والخوف يدمّر مناعة البشر.. ومن يفعل ذلك مجرم بلا خلاف.
مطارات العالم تضيق اليوم بالطائرات وهي جاثمة على الأرض والتي كانت تزدحم بها آفاق السماوات
والرحلات الجوية التي كانت تنقل الملايين على مدار الساعة تكاد تقتصر على حالات الإجلاء الطارئ للعالقين بين الدول..
أما حركة التصدير والتوريد فلا أحد يعلم المدى الذي سوف يستغرقه شللُها..
شبح الركود يطل برأسه على الاقتصاد العالمي.. والعولمة التي أتت بها الألفية الجديدة وازدهرت مفهوما وثقافة تحولّت إلى نقمة.. وأصبحنا نشهد على عولمة الأوبئة بعد عولمة التقنيات والمهارات والبيانات الشاملة..
أتساءل،، هل ستمرّ هذه المتغيرات بلا تداعيات مباشرة على الخارطة؟ لا يعتقد بمثل هذا الاحتمال غير السطحيين والغافلين..
لقد حشدت القوى العظمى ما شاءت أن تحشد من قوات برّية.. وجوية.. وبحرية.. والكترونية.. ونووية.. وبيولوجية.. لكنها اليوم تُلازم البيوت وتختبئ خلف الجدران.. وتنتقب بالكمامات.. وتتطهر بصنوف الكحول والكلور والخلّ، وتلوذ بالوصفات الرعوانية وبتجارب الأوّلين، وتزدحم أمام محلات العطارة فرارا من عدوّ غير مرئي ولا ملموس.. عملاق مخيف بحجم فيروس ميكروسكوبي..
لم تنفع البشر ناطحات سحاب ولا سيادة بحرية ولا جوية ولا برية ولا حتى تريليونات السيولة أو سبائك المعدن الأصفر أمام وباء لا دواء له.. ولا أحد يدري مدى تأثير هذا الشلل ولا نطاقه..
هل البشر أمام حالة عادية أو أزمة مُسبّبة قابلة للتبرير المنطقي والتعليل العلمي؟
الأفضل أن نترك للجميع حرية تفسير وتأويل وفهم ما يجري ما دام الجميع في بيوتهم، ولديهم من الوقت وفرص التأمل ما لم يكن متاحا لهم أثناء ازدهار العولمة..
.. بالأمس دعَا أمين عام الأمم المتحدة جوتيريش العالم إلى وقف كوني لإطلاق النار.. وناشد البشر أن يتوقّفوا عن كل عمل عدائي ضدّ بعضهم بعضا!! وعلى الرغم من هذا، ما يزال هنالك من يجد مبرّرا لقتل غيره.. وما يزال الحرص على إبادة الآخر وشطبه يدفعه إلى قتل أبرياء..
القذائف والذخيرة والسلاح لن تكون أداة الحسم الرئيسية بين البشر في قادم الأعوام.. وقد تصبح عبئا على من يمتلكها، مثلما هي وصمة عار اليوم على جبين من يجرؤ على استخدامها في هذه الظروف لترويع الليبيين وزيادة آلامهم وتدمير معنوياتهم..
ملاحظة أخيرة..
التوتر والغضب والاكتئاب والإحباط والخوف.. مثبطات أساسية للمناعة البشرية ضد الفيروسات.. والتسبب في نشرها بين الليبيين وبين الناس بشكل عام جرم موصوف.. أيّا كان مرتكبوه..
للحديث بقية.