ما بعد غارة الفرناج سيكون كما قبلها.. ضرورة الحراك المجتمعي الحقوقي من أجل السلام ... بقلم / محمد الامين

ما بعد غارة الفرناج سيكون كما قبلها.. ضرورة الحراك المجتمعي الحقوقي من أجل السلام ... بقلم / محمد الامين
لن يتغير المشهد الليبي كثيرا بعد تشييع ضحايا الفرناج.. هذه هي الحقيقة للأسف.. فالمشهد الدموي المتكرر بفعل الانتهاكات الصارخة الزائد عن المألوف قد استكمل كافة مكوناته وشخوصه..
قصفٌ.. فنفيٌ.. فاعترافٌ..فتبريرٌ.. إدانة محلية.. شجبٌ أممي.. صمت مريب من القوى الدولية والإقليمية يرقى إلى مستوى التشجيع.. إغراء باستئناف العملية السياسية.. ثم دخول المأساة في سجلّات آلام الحرب الليبية المتجدّدة.. فإفلاتٌ مؤقتٌ من العقاب..
هذه بركات الهيجان غير الواعي وهستيريا التحريض المرضية التي يسلكها بعض الليبيين من المتطفلين وأصحاب المصالح فيلوثون الصفحات والشاشات والمنابر برائحة الكراهية والدماء متناسين انهم بصدد ارتكاب جرائم جنائية وأخلاقية سوف تمتد مفاعيلها على مرّ العقود وتتالى تبعاتها العابرة للأجيال..
المهمة الأكثر قداسة ونُبلاً ووطنية في نظري اليوم هي الاجتهاد في وقف الحرب.. وكشف الأمر أمام العالم وأمام الليبيين على حقيقته.. المتشبثون بالخيار الشمشوني ينبغي أن يشعروا بالخجل ويتطهروا من العار، ويغتسلوا من جرم إباحة الدماء والبيوت وانتهاك إنسانية الإنسان في بلدنا..
نحن أمام مأساة حقيقية.. أمام سلسة متصلة من الفظائع لن توقفها المجاملات ولا الترضيات والتربيت النفاقي على الاكتاف أو رفع الشعارات المتملّقة.. سوف نندم كثيرا على هذا الصمت وهذه المواقف العاجزة الكسيحة وسنستشعر نتائجها الكارثية يوما ما..
إن هؤلاء جميعهم بصدد تدمير القيم الإنسانية والأخلاقية.. لا تتركوهم يعبثون بهذا.. لأننا سوف نحتاج الأخلاق، وسوف نحتاج القيم والنُّبل والمروءة.. سوف نبحث عنها في مراحل أخرى وفي أزمات أكثر تعسُّرًا وتشعُّباً، ولن نعثر عليها، ولن ينفعنا الندم..
مجتمعنا يحتاج حراكا حقيقيا من أجل السلام، ونشاطا شجاعا من أجل وقف الحرب، وإذا تعلّقت همّتُنا بإنقاذ الوطن، فلا مناص من توحيد القوى والجهود باتجاه المصارحة وتسمية الأمور بمسمّياتها..
قد تُراكم الحروب الثروات، وقد تشفي غلّ الكراهية والحقد، وقد تُرضي الغرور وتشبع شهوة البعض إلى الدماء، لكنها لن تلملم شتات الأوطان، ولن تعالج الأوصال الممزّقة.. ولم تكن يوما منطلقا لنماء أو سبباً لنهضة أو تقدّم.. فاعتبروا يا أولي الأبصار..
وللحديث بقية..