مجلس النواب بطبرق يقر إنشاء ” مجلس أعلى للإعلام ” ... بقلم / محمد الامين

مجلس النواب بطبرق يقر إنشاء ” مجلس أعلى للإعلام ” ... بقلم / محمد الامين
هذا المجلس حسب ما صرح به المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب يعنى بوضع السياسات العامة لأعلام و مراجعة وإصدار التشريعات و القوانين الخاصة بتنظيم الإعلام بالإضافة إلى عدد من الاختصاصات التي تهدف إلى تنظيم العمل الإعلامي في الدولة الليبية.
فهل انتهى مجلس النواب من حلّ مشاكل ليبيا واحلال السلام فيها ليستهدف الاعلام والاعلاميين؟
هل استوفى مهامه المنصوص عليها بالاتفاق السياسي الذي سلّم إليه مقدراتنا ورقابنا؟ طبعا لا..
هل أدى واجبه كليا أو حتى جزئيا إزاء هذا الشعب المُوجوّع الذي تعصف به المحن والخطوب ؟ بالطبع لا..
هل استوفى واجباته في كشف الصفقات الفاسدة وحماية المال العام والايقاع بدواعش السياسة والإرهاب والفساد؟
لا شيء من كل ذلك..
ثم..
إن قطاع الإعلام عندنا هو قطاع مشبوه أصلا.. ولا يمثل نبض الشعب..
قطاع بعضه باع نفسه للمال الفاسد، وبعضه الآخر انحنى أمام بطش وجبروت الميليشيات.. إعلامٌ يمثل أشخاصا وأحيانا يعبر عن كيانات تأكل عرق الشعب وتنهب ماله..
اعلام لا يمثلنا كشعب..
ومجلس النواب المنتهي ولايته أيضا لا يمثلنا كـ مواطنين ليبيين.. لأنه في حكم المستولي على السلطة..
نحن ضد خطاب الكراهية والتحريض على العنف ونشر الشائعات والمعلومات المضللة والأخبار المفبركة، وندين ما يتعرض له الاعلاميين من ضغوطات من ملاكي القنوات الفضائية ووسائل الاعلام الاخرى .
وفي نفس الوقت نرفض ان يتحول هذا المجلس سيف مسلط على رقاب الاعلاميين والمدونيين والنشطاء والاقلام الحرة بحجج واهية لغرض اسكاتها
وإذا عارضنا هذا المشروع المشبوه فإننا نقف في طريق تحالف المجلس مع دوائر الفساد وبارونات النهب لأنهما مستفيدان رئيسيان من صمتنا وصمت الإعلام الشريف والمدونين الوطنيين والأصوات الحرة..
ما ندافع عنه هو حرياتنا الفردية في الكلام وحقنا في التعبير كاملا غير منقوص..
وكل الذين يروجون لمثل هذا المجلس يشرعنون في الحقيقة للاستبداد والفساد في بلد يحتاج أبناؤه ألسنتهم وأقلامهم وحناجرهم في مواجهة النهب المنظم والتطرف والظلم..
والسماح لكيان استمرأ السلطة وأجهض وعرقل كافة مشاريع حلول الأزمة كمجلس النواب بتمرير مثل هذا "المجلس" مؤامرة على الشعب الليبي وحرياته، وسوف يصبح سيفا مسلّطا على رؤوس الجميع.. وسيكتوي به مؤيدوه قبل معارضيه في بلد يقف في مفترق طرق.. ولات ساعة مندم!!