مأزق الدبلوماسية الفرنسية في ليبيا.. لودريان يتحوّل إلى عبء على الإيليزيه ... بقلم / محمد الامين

مأزق الدبلوماسية الفرنسية في ليبيا.. لودريان يتحوّل إلى عبء على الإيليزيه ... بقلم / محمد الامين
موقف فرنسا "المرتبك" الذي عبّرت عنه تصريحات وزير خارجيتها جان إيف لوديان في مقابلته مع صحيفة لوفيجارو خلال اليومين الماضيين بشأن الأزمة الليبية وتعقيدات الحرب بطرابلس، لا يمكنك أن تقارنه بمواقف قوى دولية أخرى معروفة التوجه ومُعلنة الاصطفاف، لأن باريس تحاول الإيحاء بتوازن وهمي في موقفها وممارستها على أرض الواقع، بما يتناقض مع حقيقة ممارساتها على الساحة الليبية منذ اندلاع الأزمة الأخيرة.
لقد فوّتت الحكومة الفرنسية في عهد ماكرون على نفسها فرصة البقاء على مسافة واحدة من الطرفين، وكان يمكنها تجاوز تورطها في الحرب الأولى عام 2011، وإرث ساركوزي ومن بعده هولاند،، لكن يبدو واضحا أن الخارجية الفرنسية ترزح تحت ثقل إرث لودريان بصفته وزير دفاع في حكومة هولاند، حيث انهزم في سوريا، وهاهو يفرض على وزارته من القيود والالتزامات ما يتنافى مع السياق الطبيعي للدبلوماسية الأوروبية المتوازنة في مجمل القضايا الدولية والرامية إلى التحرر من الهيمنة الأمريكية عليها.
الدبلوماسية الفرنسية اليوم متأثرة بخلفية لودريان وضعف أداء ماكرون مقارنة بأداء الايطاليين والأمريكيين. باريس تبدو عاجزة عن محاكاة قوة الأمريكيين ومرونة الإيطاليين ودهاء البريطانيين وليس أمامها إلا الاستمرار في المراهنة على خيار الحرب ودعم جهة واحدة وهي مُكرهة لا مخيّرة..