إلى متى سيظل الملف الليبي يتجول بين الهيئات والعواصم والمنظمات؟ استرجعوا ملف بلدكم بخيره وشرّه أيها الليبيون..

محمد الامين يكتب :
إلى متى سيظل الملف الليبي يتجول بين الهيئات والعواصم والمنظمات؟ استرجعوا ملف بلدكم بخيره وشرّه أيها الليبيون..
هل استغنى الليبيون عن صوت العقل والحكمة؟ وإلى متى سيفسحون المجال واسعا أمام صوت الرصاص والحرب العبثية التي تقتل العشرات كي يوم، وتدمّر البيوت كل يوم؟ وتوسّع الفجوة بين مناطق ومكونات اجتماعية كل يوم؟
نحن مطالبون أولا بعدم الاستسلام لحالة الصدمة والذهول أمام ما يجري لأن الاستمرار بهذا الحال يعني استمرار عدّاد الضحايا والخسائر في تسجيل أرقام إضافية.. علينا التصرف بروح الوطنية الخالصة المجردة من غرائز الانتقام والانحياز والاصطفاف الأعمى والعصبية وبذل مساعي حقيقية لوقف الحرب بدل استجداء الامم المتحدة والتجمعات الاقليمية والقوى العظمى كي تضع حدّاً لموجة الاقتتال وتحميل المسئوليات بوضوح وبلا مجاملات أو نفاق..
أعتقد أنه علينا أيضا أن نتوقف قليلا لنفكر في حالة البلد غداة انتهاء الحرب سواء انتهت بهدنة أو بحسم أو بتدخل خارجي ميداني.. طبعا فكافة الاحتمالات حاضرة وممكنة.. وهذا الأمر تبرّره الحاجة إلى أن يتولى الليبيون تدبير شأنهم ومعالجة مشكلتهم دون الخضوع لإرادات أو إملاءات خارجية سوف تمطّط الازمة وتتلاعب بتفاصيلها وترسم لها مآلات ونتائج بعيدة كل البُعد عن مصلحة الليبيين وبلدهم ومستقبل أبنائهم..
الحاجة مؤكدة اليوم إلى توحيد جبهة معارضة الحرب الآثمة التي تزهق أرواح أبنائنا وتدمر وتحرق مقدراتنا.. الحاجة إلى اطلاق مبادرة حازمة وسلمية تستمد قوتها من إدانة ما يجري واعلان رفضه بوضوح واعلاء خطاب الوطن الموحد دون انحياز إلى أي طرف.. وهذا لا يعني في شيء تجريم هذا أو تأثيم ذاك.. بل يهدف إلى إيقاظ واستثارة العقول وإنعاش روح التقارب والتنازل المتبادل كي تجد لغة السلام ومنطق التهدئة مكانا على أرض بلدنا..
لا ننسى أن التطورات الراهنة، والجمود المنتظر على جبهات القتال سيضاعف الخسائر، والمأزق الحتمي الذي ستؤول إليه الأمور بالبلد سوف يعجّل بطرح خيار التدخل العسكري الأجنبي ببلدنا على بساط الدرس إن لم يكن قد بدأ بالفعل.. وهذا يعني صوملة حقيقية ستقضي على فكرة السلام وتؤصل خيار الحرب اللانهائية وستكون العواقب أسوأ وأخطر من أن نحصرها في هذا المنشور..
والله من وراء القصد..
وللحديث بقية.