الدعوة إلى إعادة هيكلة الرئاسي: ما خفي كان أعظم ... بقلم / محمد الامين

الدعوة إلى إعادة هيكلة الرئاسي: ما خفي كان أعظم ... بقلم / محمد الامين
حين تسمع خبر "توقيع ثمانين نائباً من داعمي الرئاسي على بيان تشكيل حكومة وفاق جديدة" لا يمكنك إلا أن تستشعر الغضب وتلعن الزمن الأغبر الذي يجعل هؤلاء الأفاّقين يسخرون من الليبيين ويضحكون على ذقونهم!! ولا يمكنك إلا أن تحمد الله في سرّك وعلانيتك أن ما زال لديك بعض من عقلٍ ووعي لتميز الصدق من الكذب، وألا تدعَ لهؤلاء الفرصة لاستصغارك واحتقارك..
عليك أن تعلم أن هؤلاء الذين يوهمون الليبيين بالقدرة على تغيير شيء في المشهد السياسي القائم على الاستقواء والسلاح والتدخل الاجنبي. وبإمكانية نجاح أية حكومة غير مختارة من الليبيين في أي شيء على الإطلاق. وبقانونية دعوتهم ومجلسهم النيابي قد حجب اعترافه بالحكومة منذ اعلانها متوهّما بجهالته أن ذلك سيحصّنه من المحاسبة على ما تأتيه.. والحال أنه اليوم يجد نفسه مجرّدا من هذا الحق، ومن أي حقّ في تصويب مسارها أو وقف حماقاتها أو معالجة عجزها..
هؤلاء الذين يتقاضون مرتباتهم بالدولار ويستنكفون من البقاء داخل البلد.. خدم الاجندات والمخططات.. لا خير فيهم ولا قدرة لهم على عمل شيء..
هذا ما ظهر في دعوتهم.. أما ما خفي منها فهو أعظم وأخبث..
فهم يعلمون أن الخطة الأممية والتي في صدارتها الاستحقاق الانتخابي بشقيه البرلماني والرئاسي، سوف تنتهي بكنسهم من المشهد وشطب معظمهم من الحياة البرلمانية والسياسية بشكل عام بقرار شعبي لضعف حصيلتهم وضحالة مستوياتهم.. وبما أن الدعوة إلى اعادة انتاج حكومة الفرقاطة سوق تخدم الاجندات المعترضة على تنفيذ الاستحقاق النيابي، وربّما أرجأته أو نسفته بالكلّيّة، فقد استغلوا الظروف الحالية للإفصاح عن نواياهم ورفعوا مطلبا يريدون بهم الإبقاء على الوضع الراهن وتمديد صلاحية أجسام فاسدة ومتآكلة على حساب معيشة الليبيين وأمنهم ومستقبلهم..
لا تنصتوا لهؤلاء المشبوهين الكذابين..
الكذبة الأخرى، والتي بدؤوا يروجونها على استحياء هي أن "الدعوة إلى الانتخابات أواخر 2018 أجندة فرنسية!!" والحال أن الكلّ يعلم بمصدر الخطة، وهي أممية بامتياز.. وبأن الفرنسيين لم يدخلوا على الخط إلا متأخرين، بعد شهور من إعلان خطة غسان سلامة !!..