عن مُرتزقة برْ السودان بالاقليم الليبيى (2) ... بقلم / البانوسى بن عثمان
كنت احاول ان اقول في كل ما خطيّته في الجزء الاول تحت هذا العنوان , بان ما نعانيه في ليبيا من واقع مأزم بتداعياته السلبية الخطيرة على محيطنا الإقليمي سيكون تخطّيه مرهون , بتقّعيد وتثبيت وتجدير ليبيا داخل فضائها الطبيعى . الذى حدده الثابت . الجغرافي . الديمغرافي . الثقافي . الليبي بداخل الفضاء المغاربى المتوسطى . ولا يثم ذلك الا (بدسْترته) كمجال حيوي لليبيا . له الاولوية على غيره من الجغراقيات في مد جسور التواصل الإيجابي البناء في جميع المناحى. الاقتصادية . الثقافية . السياسية . الامنية . الخ . ففى ذلك بداية تمهديه وضرورية لتأسيس استقرار متين دائم وبناء داخل ليبيا ومحيطها الإقليمي .
وهذا في تقديرى .سيصبْ وعلى نحو تلّقائى في صالح زيادة مساحة رقعة الاستقرار والسلم فوق جغرافية الكرة الارضية , على حساب نقيضها في التوتر والاحّتراب . وفيه ايضا تأسيس لبدايات توظيف موارد ليبيا الطبيعية واستغلال موقعها الجغرافي الجيد , ليكونا في خدمة ليبيا والليبيين . وبه تبتعدْ البلاد ايضا عن امكانية توظيف ما بحوّزتها في غير صالح ليبيا وفضائها الاقليمى . كأنْ تُمرّرْ جُل ما تحت يدها من ايرادات مالية لعائدات مواردها النفطية الضخمة , من خلال وعبر مًسّميات وشعارات فوّضوية . لتًوَظّف فى ُحياكة الدسائس والفتن والمؤامرات والانقلابات في بلدان العالم الثالث . بهدف زيادة رقعة ومساحة (الانجلوفونية) على حساب ما بحوزة غريماتها من الاستعماريات الاخر داخل جغرافيات اقريقيا واسيا وامريكيا اللاتينية . . ويكون ايضا وبهذا من الصعب توظيف هذه العائدات في ما لا يعود بالنفع على ليبيا والليبيين . كأن تذهب جزء منها في دعم المنظمات المتطرفة بملاين الدولارات تحت دريعة مقايضتها . لتحرير ما تحت يدها من رهائن . ينحدرون من جنسيات مختلفة , و ليس من بينهم ليبيي .واحد . او تحّويل جزء من هذه الايرادات وبوجه اخر . الى ودائع مالية ليبية فى بنوك لدول اخرى لتسّتفيد منها , في وقت كانت البلاد تمرْ فيه بضرف صعب . تحتاج لكل (قرش) بحوزتها لتُوظّفه في تخطى عقبات تثقل كاهل مواطنيه . وبه ايضا تقفل جميع البوابات المًشّرعة . التى يُمرّر منها هؤلاء المرتزقة الملونين , الذين شاهدناهم يشاركون في تطويع وتركيع الليبين بالحديد والنار . عندما انتفضوا ثائرين من اجل الوطن ومطالبين بدولة المواطنة . والمخيف في هذا والمفزع مُشاهدتنا هؤلاء المرتزقة الملونين , يقاتلون في صفوف الخندق الاخر بعد انهيار النظام ورحيله . كل هذا كان يحدث بدون أي مردود ايجابى من ورائه , او عائد يطال أو يًصيب ليبيا والليبيون سوى البؤس . فقد جاء كل هذا على حساب حيوات اخر , كان في الامكان ان يحّيَها الليبيين . لو كانت مصالح ليبيا والليبيين حاضرة وعلى نحو دائم امام صاحب القرار , اتنا النظر في توظيف عائدات هذه الموارد النفطية الليبية .
وبهذا أي بتحديد المجال الحيوي لليبيا وفق واقعها الموضعي . والمطالبة والتأكيد على دسّترته . نتمكن به وفقط . من صًنع و خلق الارضية الصُلبة . التى ومن عليها تنطلق ليبيا بأولي الخطوات الاساسية . نحو الشروع في انزال وتمّرير كل مطالب هؤلاء البسطاء الثائرين مع فبراير 2011 م . الى الواقع الليبي المعاش في اليومي من حياتنا . وهذا لا يخدم ليبيا و الليبيون فقط . بل سينعكس ايجابا على الفضاء المغاربي المتوسطي ومحيطه الاقليمى . عبر علاقات بينية بنائه ايجابية ومنتجة . مما يعزز الاستقرار والسلم داخل فضاء هذا الاقليم الواسع . وستخّدم هذه الخطوة وعلى نحو تلقائي , ما كانت تسعى الهيئة الاممية اليه وعلى الدوام , نحو زيادة مساحة الاستقرار والسلم على جغرافيات هذا العالم البائس .وفى تقديرى . اى دستور لليبيا يتجاهل هذا التوجه الموضوعى . هو بالضرورة يسعى نحو دسّترة تخدم مضمون مقولة جاءت على لسان ابن خلدون , يتحدث فيها عن المفازة المحصورة بين تونس ومصر , ليبعث فيها الحياة من جديد داخل إطار يتناسب مع هذا العصر البائس . عندها وفى تقديرى . لا يجب على الهيئة الاممية , ان تقيل بان تكون مضلة يمارس من تحتها هذا العبت
وفى النهاية اقول , على الهيئة الاممية من حيث انها شخصية اعّتبارية عالمية مسّتقلة. ان تتبنى هذا الخيار , وتسعى الى تطّويع كل المفردات الليبية التى يتشكّل منها الواقع المأزم الى هذا السبيل . مادام هذا النهج لا يتعارض مع توجهاتها , بل يصب في خدّمة السلم والاستقرار العالمى , ولا يتجاهل الباعث الذى حرّك الليبيين للثورة والانتفاض . ويؤسس الى تواصل منتج وبناء بين ضفتي المتوسط , سينعكس ايجابا على هذا الحوّض وعلى جغرافية الشمال الأفريقي ومحيطها .
انتهى . . .
عن مُرتزقة برْ السودان بالاقليم الليبيى (2) ... بقلم / البانوسى بن عثمان
